دراسة مقارنة لفاعلية درس التربية الرياضية بين تربية الكرخ الأولى والثانية في محافظة بغداد

الملخص

تعتمد مديريات تربية الكرخ (الاولى، الثانية) في بغداد على تطوير الطلاب ورفع إمكاناتهم المعرفية والوجدانية والنفسحركية من خلال المنهاج الدراسي والذي يجب أن يتصف بالشمولية والتكامل، الذي يعد درس التربية الرياضية جزءاً هاماً من هذا المنهاج، إذ يستطيع الطالب من خلاله تحقيق الكثير من اهدافه بالتكامل العقلي والبدني والنفسي وتحفيزه على فاعلية الانجاز والابتكار والإبداع عبر تطبيق مفردات الدرس بالشكل الأمثل، والأخذ على عاتق الإدارة التربوية للمدرسة توفير كافة الإمكانات الإدارية والمادية والمالية والأماكن المخصصة لها ودعم الكوادر التدريسية المتخصصة في إنجاح العملية التعليمية وتحقيق الدرس بفاعلية. وبالرغم من الدعوات المستمرة التي تحث على تفعيل دور الرياضة المدرسية إلا إن هناك ضعف في تطبيقها، ومن خلال الاطلاع على واقع بعض المدارس لمحافظة بغداد والاتصال المباشر مع مدرسي التخصص الرياضي، الذي غالباً ما يشكو من قلة الإمكانات المادية والمالية فضلاً عن تفاضل المواد الدراسية الأخرى واستغلال الأوقات المخصصة لدرس التربية الرياضة في استكمال المنهاج الدراسي، مما ادى في ضعف النشاط الرياضي. لذا بات من الواجب الوقوف على فاعلية درس التربية الرياضية ومدى توافر المعايير اللازمة في إنجاحه ودرجة إمكانية التطبيق في مدارس تربيات الكرخ الأولى والثانية لمحافظة بغداد خلال العام الدراسي. إذ تم إعداد استبانة تضمنت مجموعة من المحاور للتعرف على درجة فاعلية تطبيق درس التربية الرياضية والفروق في درجات تطبيقه لمدارس تربيات بغداد الكرخ الأولى والثانية. وتم تحديد عينة البحث من مدرسي التخصص الرياضي في المتوسطات والاعداديات للبنين التابعة لهذه المديريات. وتم التطرق إلى مجموعة مفاهيم لفاعلية درس التربية الرياضية ودور الإدارات المدرسية في دعمها على وفق أهداف درس التربية الرياضية الواجب توافرها، وواجبات المدرس في تفعيل هذا الدرس والمعوقات التي تحول دون ذلك، فضلاً عن الاستعانة بالدراسات السابقة التي تطرقت لهذا الموضوع. ولتحقيق أهداف الدراسة استُخدم المنهج الوصفي لملائمته وطبيعة المشكلة، وحدد مجتمع الدراسة واختير عينة البحث منها والتي بلغت (123) مدرس، موزعة على تربية الكرخ الأولى والثانية وبحسب النسبة المئوية المعتمدة (30%). تم وضع استبانة اشتملت على (5) محاور، واعد لها مجموعة من الفقرات الدالة عليها (56) فقرة وزعت عليها بحسب آراء الخبراء المعتمدين والنسبة المئوية للاتفاق على صلاحيتها (80%) للصدق الظاهري، ودرجة الثبات من خلال معادلة الفاكرمباخ والذي بلغ نسبته (0.946) وهي نسبة مرتفعة للتعبير عن ثبات فقرات الاستبانة بوجود اتساق ودقة في الأداة. وتم توزيع الاستبانة على عينة الدراسة في المدة المحصورة بين 24/3/2016 ولغاية 18/5/2016. واعتمدت الحقيبة الإحصائية (spss) في معالجة النتائج. وبعد مقارنة المعنوية الحقيقية بمستوى الدلالة البالغة (0.05) أظهرت محاور وفقرات الاستبانة نتائج (غير دالة) إذ كانت المعنوية الحقيقية اكبر من مستوى الدلالة مما يشير إلى عدم تطبيق درس التربية الرياضية بفاعلية. فضلاً عن ذلك لم تظهر هناك فروق معنوية بينهما، إذ يعتمد الطرفان على نفس اللوائح والتعليمات والتمويل المالي مما اظهر عدم نجاح فاعلية التطبيق بالشكل الأمثل. وتبين استنتاجات الدراسة ضعف الجهاز التقويمي والمعايير اللازمة لذلك، وقلة الإمكانات المتاحة لتفعيله. وأوصت الدراسة بالأخذ بنظر الاعتبار آراء المستفيدين بشكل مستمر لدعم وتطوير الرياضة المدرسية، واعتماد مناهج مخصصة بها أسوة بباقي المواد الدراسية، والحث على المشاركات والاندماج مع الجهات المناظرة لتحسين العلاقات والاتصال لتبادل الثقافات والخبرات الرياضية بشكل دوري.